زعيم المعارضة التركية يتعرض للاعتداء خلال مراسم تأبين في إسطنبول

زعيم المعارضة التركية يتعرض للاعتداء خلال مراسم تأبين في إسطنبول
أوزجور أوزيل، رئيس حزب الشعب الجمهوري

تعرض زعيم المعارضة التركية أوزجور أوزيل، رئيس حزب الشعب الجمهوري، لهجوم مفاجئ خلال مغادرته مراسم تأبين في مركز أتاتورك الثقافي بوسط مدينة إسطنبول، ظهر اليوم الأحد.

وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام المحلية لحظة اقتراب رجل مسن ذو شعر أبيض من أوزيل وضربه مباشرة على وجهه، وسط ذهول الحاضرين وفق وكالة “أسوشيتدبرس”.

ورغم المفاجأة، لم يُصب أوزيل بأي أذى جراء الحادث، وتمكن من مواصلة طريقه وسط حراسة مشددة، دون حاجة إلى تلقي علاج طبي.

توقيف المعتدي وفتح تحقيق

وأكد مكتب المدعي العام في إسطنبول أن السلطات الأمنية تمكنت من احتجاز المشتبه به على الفور، وفتحت تحقيقًا في ملابسات الهجوم ودوافعه، وسط إدانات من شخصيات سياسية بارزة في البلاد.

كان أوزيل يشارك في مراسم تأبين السياسي الكردي سري ثريا أوندر، وهي فعالية ذات رمزية سياسية، بالنظر إلى الخلفية الكردية للراحل، والمناخ السياسي المتوتر في تركيا.

أزمة المعارضة التركية

أوزجور أوزيل هو زعيم حزب الشعب الجمهوري (CHP)، وهو أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، وُلد في عام 1974، وبرز كسياسي مخضرم داخل الحزب، حيث شغل منصب نائب رئيس الكتلة البرلمانية لعدة سنوات، تولى قيادة الحزب في أكتوبر 2023 خلفًا لكمال كليتشدار أوغلو، في خطوة عكست رغبة القواعد الحزبية في تجديد القيادة بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية المتتالية أمام حزب العدالة والتنمية الحاكم.

يُعرف أوزيل بخطابه الهادئ والميل إلى بناء توافقات داخلية، كما يسعى إلى إعادة تنظيم صفوف المعارضة وتحسين صورتها أمام الناخبين، خاصة بعد الانتخابات المحلية الأخيرة التي حقق فيها الحزب مكاسب ملحوظة في إسطنبول وأنقرة.

وتعاني المعارضة التركية تحديات متعددة تتعلق بانقسامات داخلية، وضعف التنسيق بين الأحزاب المختلفة، خصوصًا بعد فشل تحالف "الطاولة السداسية" في الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

كما تواجه أحزاب المعارضة اتهامات بالتقارب المفرط مع الحركات الكردية، الأمر الذي يستغله الحزب الحاكم لإضعافها أمام القواعد القومية، رغم ذلك، أظهرت الانتخابات المحلية لعام 2024 أن المعارضة ما تزال تحتفظ بجاذبية شعبية في المدن الكبرى، ما يمنحها فرصة لإعادة التموضع السياسي مستقبلاً، إذا ما أحسنت استثمار مكاسبها المحلية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية